كوكب محسن تكتب: أكذوبة الحريات في منظومة الصراع الإثني

أكذوبة الحريات في منظومة الصراع الإثني تبنى المجتمعات على انظمة تعكس فكرها واصل نشأتها ، منذ الاف السنين تصدرت حضارات الانسانية الأولى التي عرفها الإنسان تاريخ البشرية وحفرت تعاليمها على مر الزمن حتى تسجل بصمتها فكرا وروحا   روح الحضارات قامت شرقا وغربا وجنوبا وشمالا على المعتقدات الفكرية والسلوكيات المعضدة لها من حضارات الڤايكينج في الشمال الأوروبي ، للحضارة السكسونية في الغرب ، للحضارة الفارسية شرقا للحضارة الماوية ، للحضارات الصينية والهندية ، للحضارة الفرعونية للحضارات التي لم تعرف الكتابة لكنها تركت فكرها واصالتها في اجيال متعاقبة كحضارة الاسكيمو ، وحضارة الهنود الحمر وغيرها من حضارات امريكا اللاتينية وحضارات شرق وجنوب شرق اسيا وغرب وجنوب افريقيا. قبل ان تعتمد الهجرة سلوكا للخلاص من الفقر والظلم في بعض المجتمعات   كانت الصراعات المجتمعية تدور حول فكر تلك الحضارات التي اتسم بعضها بالدموية والعبودية والرؤى التوسعية فساد المنطقة التي يقطنها ، وتوسع بالمناطق المجاورة . هناك اذن حضارات من الممكن ان تسمها حضارات المصالح الدموية والتي تعتمد سلوكيات مجتمعاتها وافرادها على مبدأ الأنا والمصلحة الفردية التي قد تتمثل في مصلحة الملك او الأسرة المالكة ، أو مصلحة الجماعات السيادية سواء كانو اصحاب الأموال أو الأعمال ، وهم يتغيرون من زمن لآخر ، لكن فكرهم الطبقي الاستحواذي لا يتغير مع الزمن وهؤلاء لا يؤمنون بقيم حضارية كالعدل والمساواة والحريات ، بل ربما يؤمنون بعكسها تماما ويمارسون ذلك. على مر التاريخ توسعات هذا الفكر السادي قسمت العالم لمناطق مصالح

أكذوبة الحريات 

منذ توسعات الحضارة التي لا تغيب عنها الشمس بريطانيا وكذلك المملكة الاسبانية ، وفرنسا وايطاليا وألمانيا ، وفي الشرق اليابان ومن قبلها توسعات الهند وايران وتركيا كل في صورة حضارات حضارات دموية توسعية تتخذ مبدأ العنف مبررا لتنفيذ المصالح، تلك نظرة شاملة من الخارج لتلك المجتمعات منذ القدم لكن كيف تسوق هذه المجتمعات فكرها للعالم ؟ الحضارة الرومانية على سبيل المثال ، رغم سمعتها الحمراء في التاريخ وتوسعاتها المترامية في القارة الاوروبية بل والتي امتدت للقارتين الافريقية والاسيوية كانت تسوق نفسها على انها حضارة الديمقراطية والبرلمانات تلك الحضارات التي اقرت العبودية ومارستها في ابشع صورها وقضت على حريات الفرد والجماعات بل والدول ، هي ذاتها التي سوقت لنفسها عبر التاريخ بأنها حضارات قيم وتعددية واحترام للأخر الرومان ليسوا فرادى في ذلك ، انهم فقط مثال كل تلك الحضارات التي حفرت اسمها في التاريخ ، حفرته بالدم على حساب الفرد داخل وخارج حدودها ، وبإسم الحريات فكرا وعقيدة نقلة سريعة إلى العالم الحديث نجد التاريخ يعيد نفسه في صور ابشع الولايات المتحدة الامريكية تفرض العقوبات في منظومة دولية تضع الحريات وحق المواطن في الحياة بندا أول في كل دساتيرها بدءا من احترام الانسان عرقا ودينا ولونا ، إلى احترام حقوقه لاجئا واسير حرب الحرب التي تقودها تلك المنظومات المزيفة فكرا وروحا لا تخدم سوى المصلحة الفردية مصلحة رأس المال و اصحاب المصالح هنا هم صناع القرار في كل حرب جديدة سواء كانت حرب عسكرية أو سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية أو بيولوچية ، حسب التطور الزمني للمصلحة تتخذ ادواتها دين او علم او مادة هذا المجتمع الذي بني على المصلحة وجاء مجوفا تماما من أي زخم حضاري يقوي الوازع الإنساني أو الديني أو الأخلاقي لديه لا يلبث ينكشف في كل حدث ، عندما تحتك الحقيقة بالواقع ، لتصدم العالم بكم التصدع في هذا النظام المهترأ الصراع الطبقي بالمجتمع لم ولن ينتهي ، انه صراع وجودي متوارث

صراع عرقي

چورچ فلويد ، ذاك المواطن الأسمر الذي كتب فصلا جديدا في تاريخ الصراع العرقي والطبقي في الولايات المتحدة لم يكن سوى مجرد حلقة من سلسلة تعصب متوارثة ، ونظام بال لا يلتفت للفقراء المهمشين من مواطني الدرجة الثانية أو الثالثة ، في وطن اصله واحد ، ومواطنين من اصول عدة لا فرق بين حقهم في ذاك الوطن ان شئت اذن سم كل هؤلاء مواطنون من الدرجة الثانية اذا اعتمدت الأصول في الجنسيات فالألماني أو الروسي المهاجر للولايات المتحدة لا يفرق شيئا عن الافريقي والأسيوي في الأصل. خلاصة القول .. دولة حديثة بلا ارث حضاري ولا ثوابت ومعتقدات المصلحة ارثها الأوحد لا شك قد تنتفض في حادث عرقي ، ويتفاءل البعض بربيع امريكي ، لكن اصحاب المصالح سيقوضون ذلك سريعا بدءا برئيس الدولة الذي تقلد منصبه بدعم اصحاب المصالح ، ومرورا بالكيانات المسيطرة على الكونجرس ولها جذور اثنية خارجية وداخلية ضاربة في التمييز على مر عقود ، ووصولا لكارتلات وعصابات المافيا والسلاح والمخدرات وتجار الرقيق الأبيض ربيع أمريكي غير وارد ، مع كل هذا الغليان الجاري ، انها زوبعة اخرى في فنجان سيتسيد فيها التحالف الأزلي للمصالح داخليا وخارجيا .